الصدمة النفسية



 الموضوع: ورشة عمل حول الصّدمات

الهدف: هذه الورشة تساعدك كيف ترى وتستمع وتقدم الدعم والمحبّة للذين تعرّضوا لصدمة نفسية كي تُحدِث فرقًا في حياتهم.                                                                                                          

مواد تدريب: هذه المواد تساعد المدرب على توعية الأفراد والمجتمع على فهم مشكلة الصدمات وكيف نتعامل معها.

الوقت: 90 دقيقة

تنويه (تأليف): غريس خرّاط شلالا  (gracekharrat.psy@gmail.com)  

 

 

المقدمة

(يمكنك مشاركة قصّة)

إنّ مساعدة الناس على التعامل مع الصدمات وفهمها هي من أصعب الأمور. فما هي الصدمة وكيف نقرأها ونتعامل معها؟

 

الصّدمة هي ردّة فعل عاطفيّة تجاه واقعة/حادثة مخيفة ومرهقة للغاية بحيث يصعب التّغلّب عليها؛ ولكنّ الصّدمة لا تتعلّق فقط بالحادثة، بل بما يحدث بعد الحادثة أيضًا.

هناك 3 أنواع من الصّدمات:

-                     صدمة حادّة وهي حادثة صادمة واحدة مثل حادث سيارة

-                     صدمة مزمنة وهي حادثة طويلة الأمد حدثت عدّة مرات مثل العنف المنزلي

-                     صدمة معقّدة وهي مجموعة من الأحداث المؤلمة المتنوّعة والمتعدّدة مثل العنف المنزلي والخسارة.

 

مهما كان نوع الصّدمة، يمكنها تغيير الدّماغ فهي قد تسبّب خللاً في مستوى نشاطه، بالإضافة إلى اختلال توازن الهرمونات والنّاقلات العصبيّة. فالصّدمة تؤثر على الجهاز الحوفي، وهو الجزء الدّماغي المسؤول عن ردّات الفعل السّلوكيّة والعاطفيّة وكذلك عن الذّاكرة والتّعلّم.

 

بما أنّ الصّدمة تتخزّن في الجسم والدّماغ، لذلك فإنّ التّجاوب مع الصّدمة قد يختلف بين الهروب، القتال، التّخبّط، التّودّد، والتّجمّد. تختلف ردود الفعل هذه من شخص إلى آخر – يشعر الفرد بأنّه يفقد السّيطرة على حياته، لذلك تتّجه كلّ إمكانيّاته الدّاخليّة نحو النّجاة/ البقاء.

 

قد تؤثّر الصّدمة على الأفراد في مستويات مختلفة: عاطفيًا، جسديًا، فكريًا، روحيًا، وتنمويًا (خاصّة عندما تحدث الصّدمة في مرحلة الطّفولة)، كما أنّها قد تسبّب خللًا في تنظيم الجسم.

 

قد يختبر الفرد ردود فعل مختلفة تجاه الصّدمة من النّاحية العاطفيّة، السلوكيّة، والفكريّة، بعضها تجاه الذات وبعضها تجاه الآخرين والبيئة، فالصّدمة تؤثر على علاقة الفرد مع نفسه ومع الآخرين أيضًا.

-                     أمثلة على ردود الفعل العاطفيّة؛ الغضب، الشّعور بالذنب، الخوف، العجز، الشّعور بالإرهاق والإنكار، التهيّج، تقلّب المزاج، الحزن، والعار.

-                     أمثلة على ردود الفعل السّلوكية؛ الأرق، السّلوك التّجنبي، اضطراب في الشّهية والنّوم، تعاطي المخدّرات، صعوبة في التّعبير، ردود فعل متطرّفة (زائدة أو ناقصة)، انسحاب، وتغيّر في مستوى النّشاط.

-                     أمثلة على ردود الفعل الفكريّة؛ صعوبة في التّركيز، مشاكل في الذّاكرة، تحريف الزّمان والمكان، استرجاع ذكريات الماضي، لوم الذّات، التّفكير السّحري، ورؤية المشاعر على أنّها سيّئة.

 

هناك ردود فعل تظهر مباشرة بعد الحدث الصّادم، وهي تدعى 'ردود الفعل الفوريّة'، وهناك 'ردود فعل متأخّرة' قد تظهر بعد أشهر أو حتّى سنوات من الحدث الصّادم، وهي لا ترتبط بالضرورة بوجود محفّزات أو ذكرى للحادثة.

الأشخاص الّذين تعرّضوا لحدث/أحداث صادمة، سيشعرون بعدم القيمة، اللّوم، الذنب، الخوف، العار، الغضب، والارتباك.

 

سيتعلّمون قيمتهم الذّاتية وكيفيّة العمل في وضعيّة البقاء من الأشخاص المحيطين بهم. إنّهم يعانون من تدنّي احترام الذّات وضعف الصّورة الذّاتية، وبالتّالي يفقدون القدرة على إحداث تغيير في حياتهم لأنّ العالم بالنّسبة لهم ليس مكانًا آمنًا، وهم لن يثقوا بشيء وليس لديهم السّلطان على ظروفهم.

 

ينظرون إلى أنفسهم على أنّهم عاجزون ويرون الإجراءات الإيجابية عديمة الفائدة، فالتّوقّعات السّلبيّة تأتي دائمًا في المقام الأول. لديهم صعوبة في الشّعور بالأمل، لذلك يعيشون لحظة بلحظة دون أن يحلموا أو يخطّطوا للمستقبل.

 

قد تؤثّر الصّدمة على العلاقات، والصّحة البدنيّة، والإدارة العاطفيّة، والتّنظيم الذّاتي، والتّفكير، والتّعلم، وعلى أنماط التعلّق (خاصّة إذا حدثت في مرحلة الطّفولة) ولذلك نرى بعض الأشخاص يتصرّفون بعنف تجاه مواقف معيّنة، ويواجهون صعوبة في إدارة عواطفهم والتّعبير عنها، فيكونون أكثرعرضة للإجهاد.

 

كيف تدعم الأشخاص الّذين تعرّضوا لصدمة في حياتهم؟

في البداية، علينا أن ندرك أنّنا لسنا أخصائيّين نفسيّين، بل نحن مسؤولون عمّن تعرّضوا للصّدمات سواء كانوا في الخدمة، المدرسة، أم غيرها... ومعرفة الأعراض الّتي يعانون منها قد يساعد جدًا، إذ يمكن معالجة العارض نفسه.

 

الدّعم الّذي يجب أن نقدّمه

·                    معالجة الصّدمة / الضّيقة الّتي نعاني منها نحن شخصّيًا (ما الّذي قد يثيرنا)

·                    إستمع / إسمح لهم بالتّعبير

·                     تقبّل عواطفهم

·                    تجنّب التّقليل من أهميّة اختبارهم

·                    إبنٍ على ردود أفعالهم بدلاً من الانتقاد

·                    الاستقرار والاتّساق (أنشىء روتينًا)

·                    كن جديرًا بالثّقة

·                    السّرّيّة والاحترام

·                     التّشجيع على وضع الحدود

·                    أعد صياغة كلماتك/عباراتك إلى ما هو أفضل لهم (على سبيل المثال: لا تقل: ما خطبك - بل: ماذا حدث؟)

·                    إخلق بيئة تسمح بالإقرار بالصّدمة

·                    ناقش ما يريدون التّعبير عنه دون الدّخول في التّفاصيل

·                    أربط بين الصّدمة وأعراضها

·                    إكتشف نظام الدّعم الخاص بهم وقم بتحصينهم / تقويتهم

·                    حدّد المستفزّات

·                    قم بتطوير استراتيجيات لإدارة الأعراض والمستفزّات

 

في النّهاية، يحتاج الّذين تعرّضوا لصدمات نفسية إلى التّفهّم والشّعور بالأمان.

 

لا تتوقف الحياة هنا، وهناك عدد لا بأس به من الأشخاص الّذين يتعافون من صدماتهم مع الدّعم والعلاج المناسبين، ويفتحون فصلاً جديداً في حياتهم.

 

بعد الصّدمة، يستطيع الأفراد اختبار:

-                     معنى الحياة

-                     إيجاد الهدف والغرض

-                     الأولويّات والقيم

-                     النّمو

-                     الالتزام بمهمّة شخصيّة

 

ملاحظة

افسح المجال للأسئلة والحوار البنّاء.

يمكنك توجيه المشاركين بالورشة لبعض المراجع، كتب ومواقع.

مرفق ملف عرض PPT مفصّل للموضوع، وللحصول عليه اضغط على أضف الى القائمة ثمّ إصنع درسك.